إعلم أن الشجرة المجابية أعلى الله شأنها ورفع مكانها كان اصل منبتها في الحائر الحسيني ولما علت أغصانها وارتفعت أفنانها ضللت سائر البلدان بالنوار وفيئت على جملة من الأقطار ، حتى بلغت الهند والسند والعجم والترك والخزر والديلم ، وتساقط جملة من ثمرها .
وكان ممن حضي بذلك الثمر أهل جزيرة أوآل وهي البحرين وما والاها وكذلك الاحساء والقطيف والبنادر وعمان وخوزستان والبصرة وشيراز وغالب إيران.
ومن ثمرتها البيت المعروف بالغريفيين وقد ظهر لك أمر هذا البيت ورفعته وكان مدرك هذا اللقب هو السيد حسين الغريفي ابن السيد حسن ، وإنما عرف ذريته به وكني بلقبه ، على أن جملة من أجداده كانوا ساكنين بها ومتوطنين فيها لأنه كان خاتمة من ملك زمام البحرين وهو في الغريفة وأيامه كان لا يجسر أحد على الهجوم على جزيرة أوآل كما أشار إلى ذلك الشيخ سليمان الشافيري في مرثيته قائلا:
هلك الصقر ياحمام فغني طربا منك في اعالي الغصون وهذا البيت يعني قول القائل (خلا لك الجو فبيضي واصفري)
وتهدم هذا البيت الرفيع من الغريفة بعد السيد قدس سره لما عرفت آنفاً فجعل أهله ينتحلون الأحياء حيا بعد حي فانتقلوا إلى بلاد المنامة ثم سترة ثم تفرقوا في البلدان كشيراز وبهبهان وده بزرك ولنجة وبندر وبوشهر وما والاها ومسقط وحيدر آباد من بر عمان والمحمرة والحويزة والبصرة وعراق الكوفة وجملة منهم بالنجف وهم اليوم في النجف على قسمين : قسم أول وهم معروفون بالبهبهانيين والثاني معروفون بالبحرانيين.